الاثنين، 12 نوفمبر 2012

طبائع الاستبداد ومصارع الاستعبادطبائع الاستبداد ومصارع الاستعباد by عبد الرحمن الكواكبي

My rating: 5 of 5 stars


" وهي كلمات حق ، و صيحة في واد .. إن ذهبت اليوم مع الريح .. لقد تذهب غداً بالأوتاد ! "

كتاب أشتهي قراءته من سنوات حيث أني لم أستطع الوصول إليه في سوريا ، و شاء الله أن يكرمني بقراءة هذه التحفة و التعلم منها هنا في القاهرة.

في نسخة الدار العربية للكتاب مقدمة مميزة لمحقق مميز " محمد فتحي أبو بكر " حيث لم يقتصر تميزه على التحقيق الدقيق و شرح الكلمات الغريبة و الشخصيات المذكورة بل و حتى تخريج بعض الأحاديث النبوية الشريفة ، لم يقتصر على ذلك فحسب ، بل أتحفنا بمقدمة ضرورية عن حياة الكواكبي و مماته و الظروف السياسية الاقتصادية التي عاصرها ، و هي ليست مملة كما قد تظن .. فكل الشكر للأستاذ " محمد فتحي أبو بكر ".

تناول الكواكبي بعد كل من المقدمة و تعريف الاستبداد العلاقة بين الاستبداد و سبعة من الأمور الأساسية في الحياة ( الدين ، العِلم ، المَجد ، المال ، الأخلاق ، التربية ، الترقي ) تلاها فصل أخير يتحدث عن الاستبداد و التخلص منه.

مما يضيف قيمة عظيمة للكتاب ، الشعور بأن الكواكبي يكتب دون أغلال .. دون خوف.. و لم يتعب نفسه بمحاولة تملق أحد، ليس كما يحصل في أيامنا هذه!

لا بد أن هذا الكتاب هو أفضل عمل يتناول الاستبداد بجميع أشكاله بالإضافة لطرحه الطريق الواضح للخلاص من المشكلة الأكثر غموضاً و تشابكاً ، و لكن لي بعض المآخذ على عبد الرحمن عليه رحمة الرحمن و هي انتقادات قد توصف بأنها تتعلق بالدين الإسلامي و خاصة في فصل " الاستبداد و المال "حيث لم تعجبني أفكاره في وصف ما دعاه ب- الإسلامية - و الأسوء أفكاره عن المرأة ،و وصفه إياها " النصف المُضِرّ" !!
بل و جاء ببعض شطط عن الموضوع الرئيسي في الاستبداد و المال أيضاً ، و لعله تأثر بأفكار الشيوعية و الإشتراكية أو ربما بسبب فقه شرعي بمستوى غير كافٍ ، و هي أمور غير مستغربة في ذلك الوقت.

لن أستطيع الإحاطة بالكتاب أكثر ، فهو مليء بالكنوز مما جعلني أتركه مليئاً بالخطوط الصفراء اللامعة .. و في ما يلي سوف أسرد جملة واحدة صفراء لكل فصل من فصول الكتاب :

- ما هو الاستبداد؟
" أشد مراتب الاستبداد التي يتعوذ بها من الشيطان هي حكومة الفرد المطلق، الوارث للعرش، القائد للجيش، الحائز على سلطة دينية. .."

- الاستبداد و الدين
" و من يدري من أين جاء فقهاء الاستبداد بتقديس الحكام عن المسؤولية حتى أوجبوا لهم الحمد إذا عدلوا ، و أوجبوا الصبر عليهم إذا ظلموا ، و عدّوا كل معارضةٍ لهم بغياً يبيح دماء المعارضين!؟ "

- الاستبداد و العلم
" .. المستبد يخاف من هؤلاء العلماء العاملين الراشدين المرشدين ، لا من العلماء المنافقين ، أو الذين حشوا رؤوسهم محفوظاتٍ كثيرة كأنها مكتباتٌ مقفلة !

- الاستبداد و المجد
" لا يغتر العقلاء بما يتشدق به الوزراء و القواد من الإنكار على الاستبداد و التفلسف بالإصلاح و إن تلهفوا و تأففوا ، و لا ينخدعون لمظاهر غيرتهم و إن ناحوا و إن بكوا ، .. "

- الاستبداد و المال
" يبدأ الانقياد للعمل عند نهاية الخوف من الحكومة و نهاية الاتكال على الغير "

الاستبداد و الأخلاق
" .. فيجعل الإنسان يكفر بنعم مولاه ، لأنه لم يملكها حق الملك ليحمده عليها حق الحمد .. "

الاستبداد و التربية
" الأسير المعذب المنتسب إلى دينٍ يسلي نفسه بالسعادة الأخروية ، فيعدها بجناتٍ ذات أفنانٍ و نعيمٍ مقيمٍ أعده له الرحمن ، و يبعد عن فكره أن الدنيا عنوان الآخرة "

الاستبداد و الترقي
".. أليس عندهم الحلم المسمى عند غيرهم ضعفاً في القلب ، و عندهم الحياء المسمى بالجبانة ، و عندهم الكرم المسمى بالإتلاف ، و عندهم القناعة المسماة بالعجز ، و عندهم العفة المسماة بالبلاهة ، و عندهم المجاملة المسماة بالذل ؟.."

-الاستبداد و التخلص منه
" الثورة غالباً تكتفي بقطع شجرة الاستبداد و لا تقتلع جذورها ، فلا تلبث أن تنبت و تنمو و تعود أقوى مما كانت أولاً "

 تجدر الإشارة إلى حسن تفسيره لمشاكل معاصرة و منتشرة بعصرنا كثيراً كالبطالة و عدم الإتقان في العمل عند كثير من الشباب ربما لم يذكر المشاكل بحرفية ، لكنه نبهنا إلى المشكلة الأساسية على عكس الكثير من كتاب عصرنا و على اختلاف اختصاصاتهم ، الذين عزوا تخلف الأمة إلى عدم التزام الأمة بدينها ،أو بسبب الجهل أو غيره .. كل بحسب اختصاصه.
و أنا لا أنكر هذه المشاكل و غيرها ، لكني مقتنع تماماً أنها جميعاً مشاكل متداخلة في سلسلة واحدة حلقتها الأولى الاستبداد.

قبل الثورة السورية مر معي ما يشابه قوله عن تشبث الكثير من العبيد بأقفاصهم لاعتقادهم بأن أقفاصهم هي الوطن و مستعبديهم هم الآلهة ..
ظنت حينها أنها مبالغة أو بضع حالات شواذ لا أكثر .. أما الآن فأقول له .. صدقت.

في الفصل الأخير اجتهد الكواكبي في تفصيل مبحث " السعي في رفع الاستبداد " بما يناسب عصره ، و لكن يبدو أن مستبدي عصرنا قد تقدموا عنه بخطوات ، أو ربما استفادوا من كتاباته هذه بالذات !
و لكن هذا طبعاً لا يعني أننا لن نتقدم عليهم .. و أظننا نفعل الآن بفضل من الله.

في النهاية يجب أن أسخر ممن أقتبس بعض من جمل هذا الكتاب ليضعه في منهاج المدارس السورية في عهد مستبد .. و الكتاب ممنوع في البلاد أصلاً !!

ملاحظة أخيرة .. يمكنكم الحصول على نسخة الكترونية من خلال www.goodreads.com


View all my reviews

الخميس، 19 يناير 2012

ربع جرامربع جرام by عصام يوسف
My rating: 4 of 5 stars

أثبت هذا الكتاب أن الروايات قد تكون مفيدة أيضاً وتستحق قضاء الوقت معها

نقل الكاتب الأحداث بطريقة جميلة تجعلك تتفاعل مع الجو وتعيشه ، في الثلث الأول من الكتاب كدت أشعر بالنشوة مع صاصو و هو يحشش أو يضرب !
نقلني الكاتب إلى حالات عاطفية كثيرة بين الغضب و الفرح و الحزن و غيرها ، ولكن أهم ما في الموضوع هو التعرف على الصورة الحقيقية لموضوع الإدمان عن قرب ، وليس ما نشاهده في أفلام السينما.
يعيب الرواية عدم استخدام العربية الفصحى التي أبعدتها عن لقب عمل أدبي ،و بنفس الوقت جعلتها أقرب من قلوبنا !

رواية كبيرة تستحق القراءة ، خاصةً أنها هدية من أخ عزيز

View all my reviews

الأحد، 8 يناير 2012

الظاهرة القرآنيةالظاهرة القرآنية by مالك بن نبي
My rating: 3 of 5 stars

تقييم كتاب كهذا يدعو إلى الخوف .. فهو أحد مشاهير بن نبي .!


أريد الدخول في الموضوع مباشرةً .. و لكنني لم أستطيع تحديد الموضوع تماماً فنحن نتحدث عن كتاب تاريخي - ديني - فلسفي في وقت واحد و بعدد صفحات قليل نسبياً إذا ما أزحنا الكم الهائل من المقدمات الموضوعة و الجداول المرسومة في الكتاب


يتناول الكتاب عدة أمور منها سيرة المصطفى عليه الصلاة و السلام ولكن من الناحية النفسية و النظرة الذاتية للحبيب ، كما ( يحاول ) الرد على بعض الدراسات الغربية لمستشرقين أو غيرهم ، ولكنها لم تكن بالمحاولة الموفقة.


و حيث أن عصرنا يهتم بالعلم أكثر من اهتمامه بالأدب و اللغة على عكس العصر الذي تنزل فيه القرآن ، يحاول مالك أن يتناول موضوع نزول الوحي بطريقة تحليلية فلسفية مع البراهين العلمية التي باتت أهميتها أكبر في عصر العلم.
كما تطرق الى أوجه من التشابه بين القرآن الكريم و الكتب السماوية بعهديها القديم و الجديد ، وأخذ مثالاً عليها قصة سيدنا يوسف عليه السلام.


لا أنكر أنني شعرت بضياع أثناء القراءة ، خاصةً بسبب تقطع أوقات القراءة و الظروف السياسية الصعبة التي نمر بها ، و لكن هذا لا يلغي الحاجة الى التزود من بعض علم الفلسفة قبل الدخول في كتاب كهذا..


و في النهاية أرسل تحية كبيرة للمترجم الذي بدت ثقافته و استيعابه للموضع متجلية بين السطور ، و في أسفل الصفحات !


View all my reviews

الأحد، 18 ديسمبر 2011

ألواح ودسرألواح ودسر by أحمد خيري العمري
My rating: 2 of 5 stars

رواية من نوع الفنتازية التي لا تستهويني أصلاً ، و مما زاد الطين بلة هو الأسلوب " الولادي " إذا جاز التعبير


نعم .. الرواية تحمل أفكار قيمة و تظهر أسلوب الإستعمار الجديد و أشكاله الإقتصادية ، ولكن بأسلوب و كأنه موجه للأطفال أو ما شابه


و لكن هل الرواية موجهة للمراهقين مثلاً ؟
لا .. هذا لن ينفع أيضاً ، فليس فيها من التشويق ما قد يقنع مراهقاً في عصرنا بمتابعتها !


عذراً د.أحمد ، تعجبني أفكارك ، وتعجبني مواقفك الثقافية و السياسية ، و لكن ليس هذه الرواية


نعم يوجد الكثير من المعجبين للرواية هنا ..


ربما هي ليست موجهة لي أصلاً

View all my reviews

السبت، 17 ديسمبر 2011

مالكوم إكس: سيرة ذاتيةمالكوم إكس: سيرة ذاتية by Alex Haley
My rating: 4 of 5 stars

قبل أن أصرح بإعجابي بالكتاب و بشخصية مالكوم .. يجب علي الإعتراف أولاً بإعجابي بالعرق الأسود بشكل عام ، وهو إعجاب قائم على إحترام للإنجازات التي حققها الإنسان الأسود - رغم الضغوط المطبقة عليه - وليس عنصريةً وحسب .


الجزء الأول من الكتاب يحكي قصة الطفولة و الشباب المبكر لمالكوم أو الأحمر أو أيٍ كان لقبه الذي تبدل عدة مرات خلال تلك الفترة من حياته و التي كانت تذخر بكثير من المشاكل و قد سردها الكاتب نقلاً عن مالكوم بطريقةٍ توحي بالثقة بالرغم من الأخطاء الكبيرة التي كان يرتكبها مالكوم والتي كان ختامها زيارته الطويلة إلى السجن، و الذي كان نقطة التحول الأساسية في حياته.
الكتاب جعلني أفتح عيني على كل هذه العنصرية الموجودة في عالمنا والتي نعاني نحن كمسلمين و عرب من مستويات غير مرتفعة منها و لله الحمد ، بل وقد دفعني الى التساؤل .. هل أنا أبيض أم ملون ..؟!


اشتهرت شخصية مالكوم أكس على أنها المناضل في سبيل الإسلام في أمريكا في وقت من الأوقات ، و أنا أتفق مع هذا ، ولكن للأسف أنه كان يدعو إلى غير الإسلام الذي نعرفه ... إسلام مشوه إلى أن هداه الله سبحانه إلى الحج ..
لذلك أعتقد أنه قد ضحى بجل قوته للنضال من أجل السود فقط ، وليس المسلمين !
من أكثر ما أعجبني في مالكوم أيضاً براعته في الخطابة و استقطاب الناس من حوله ، وهي موهبة حباه الله بها منذ الصغر ، وأظن أنها السبب الرئيسي لزعامته.
أمور أخرى أعجبتني في الكتاب كالصدق الذي يشع من بين الكلمات ، و عدم خوف مالكوم من اللا سامية، و أكثر ما أزعجني هو تقصيرنا الفاضح في نشر الدين الحنيف مما أدى إلى خسارة الكثير من الرجال الذين يبحثون عن الحق - مثل مالكوم -بينما نحن نتغنى بأمجاد الدعوة في زمن الأجداد.


ملاحظة أخيرة .. تعرف على معنى كلمة " ديماغوجي " قبل قراءة الكتاب !


View all my reviews